أحسست البارحة و أنا أقرأ جريدة الأخبار بأن الحالة الأمنية في بلداننا العربية عامة و في بلدي المغرب خاصة .. تدق ناقوس الخطر.
كان هدفي من إمساك تلك الصفيحة بين يدي ، هي تسلية نفسي قليلا بأخبار الرياضة أو المستجدات الثقافية و الفنية ، غير أني فوجئت بعنوان آخر عريض يكاد لوضوحه يعمي أبصار القراء ... و هذا هو الخبر المفجع : ذبح ثلاث نساء في حي البرانس بطنجة .
طنجة هي مدينتي و حي البرانس هو حيي ... غير أنه لم يدر لي بخلد أن تقع مجزرة من هذا النوع .. لا تبعد عن منزلي إلا بخطوات قليلة .
جاءني ذلك النبأ من الجريدة قبل أن يأتيني من جيراني ، هذا لأنني لم أكن من هواة اصطياد الأخبار ، لكن بمجرد أن خرجت للشارع يوم غد ، اكتشفت أن تفاصيل الحادثة الرهيبة كانت على كل لسان..
لقد علمت منهم أن عصابة قد هجمت على ثلاثة نساء و قامت بذبحهن ... و لا تزال تلك العصابة هاربة من العدالة بل لم تتمكن حتى مصالح الأمن من تحديد هويتها ...
نزل علي الخبر مثل الضربة القاضية التي تسبقها ضربات متتالية ، فقد كنت على علم بما حصل في مدينة أخرى في المغرب ، و هي إقدام أحد الأشخاص على قتل أمه و أخته الحاملة و ابنة أخته "10 سنوات" و زوج أخته...
هذه الجريمة جاءت قبل ذلك اليوم بأسبوعين ، و رغم أن الأخيرة تتعلق بمجزرة حقيقية لخمسة أفراد من عائلة واحدة .. إلا أن ما حصل بحيي كان أكثر وطأة في نفسي و هو ما دفعني لكتابة الموضوع ..
لقد شعرت باقتراب الجريمة من زقاق حينا ، بل انتابني خوف و قلق عميقين و أنا أستمع مرة أخرى لخبر أكثر شناعة ، كان على وشك طرق بابنا ...
لقد تساءلت إلى أيّ حد وصلت حالة التسيب الأمني في بلادنا ، و خامرني الشك في قدرة السلطات الأمنية للحفاظ على الأمن في مجتمعنا . و أما ما جعلني يائسا من استرجاع الحالة الطبيعية المستقرة لبلادنا هو ما يصدر عن المحاكم من أحكام متهاونة مع المجرمين ، فلقد سمعت أن العدالة قد أرسلت المتهم الذي قتل خمسة أقاربه إلى مستشفى أمراض عقلية ... مما زادني رعبا و ترهيبا.
و أنشأت أتسائل : من هو المسؤول عن هذا الوضع الخطير الذي نعيشه ؟ أهو غياب القيم الروحية في نفوس البشر ؟ أم ضعف الجهاز الأمني ؟ أم أن القوانين التي تتّسم بالتساهل هي التي يجب إعادة النظر فيها ؟؟